السبت، 22 نوفمبر 2008

الدكتور عبد المنعم سعيد يغرد خارج السرب ـ م / فتحي شهاب الدين







الدكتور/ عبد المنعم سعيد لمن لا يعرفه هو مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام والرجل ذو فكر ليبرالي يتبنى المشروع الأمريكي ويرَوّج له ويزود عنه بشدة وأحيانا باستماتة .



ولكن الرجل علي طول الخط لا يريد أن يتزحزح عن موقفه هذا .



كان أول ما لفت نظري للرجل مقالة في الأهرام وتحديدا في فبراير 2003 وقبل الغزو الأمريكي للعراق مباشرة وبعد أن القي "كولن باول" وزير الخارجية الأمريكي خطابه الشهير في مجلس الأمن الذي اتهم فيه العراق بحيازة أسلحة الدمار الشامل علق فيها علي كلام " باول" بقوله إن "الميزان الأخلاقي " تحول بعد إلقاء الخطاب لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ثم قال بالحرف الواحد : إن المسرح أصبح جاهزا للحرب وأن علي الدول العربية أن تشارك حتي تحصل علي نصيبها من الغنائم العراقية "



وبعد أن أكدت المعلومات بعد ذلك أكذوبة أسلحة الدمار الشامل واعترف باول نفسه بان " الميزان الأخلاقي " لم يكن في صالحه قام الدكتور محمد السيد سليم في مقال بعنوان " دروس في أصول الحوار العقلاني" بالرد عليه بجريدة العربي طالبه فيه أن يعيد قراءة ما كتبه ويستخلص دلالته بالنسبة للمشروع الأمريكي في المنطقة والذي يدافع عنه الدكتور/ سعيد بكل ما أوتي من قوة و ذكَّره فيه بأن الأمريكان كان لديهم الشجاعة للاعتراف أما هو فلم يكن لديه الشجاعة .



أقول ذلك وأذكِّر بهذه الحادثة بالذات وتاريخها وابطالها لأن لها مدلولات وطنية وقومية لا تخفي علي احد فلا توجد انتهازية أكثر ممن ينادي ويستحث العرب علي الدخول مع الأمريكان لغزو العراق لقبض الثمن وأخذ النصيب من الغنائم وأترك لذكاء القاريء توصيف كاتب مثل هذا الكلام ومدي مصداقيته بعد ذلك , مما دعاني لعدم متابعة مقالات الرجل بعد ذلك حيث كنت أراها دائما مسكونة بالفخاخ لصالح مشروعه الذي يتبناه إلا أن ما أثارني حقا هو مقال الرجل في جريدة المصري اليوم في 16/11/2008 بعنوان " حان وقت الحساب " فإذا بريما تعود لحالتها القديمة وتتكرر الحادثة ولكن هذه المرة يقوم الدكتور / سعيد بخلط الأوراق ويجمع الشامي علي المغربي فيدَّعي تنسيقا يتم بين حماس التي اسماها تهكما " إمارة حماس " وبين قبائل سيناء لإثارة القلق والقلاقل داخل مصر وذلك - حسب قوله - حتي تتمكن من كسر العزلة المفروضة عليها دوليا وداخليا ويطالب بفتح الملف حيث أن وقت الحساب قد حان بين مصر وحماس !!!!



الدكتور / سعيد الاستراتيجي يطالب الدولة بدلاً من فك الحصار عن أهالي غزة يطالبها بفتح ملف



" الإمارة " وعمل اللازم بناءاً علي طلبه للحفاظ علي هيبة الدولة وعدم السكوت علي الأنفاق التي تحفر بمساعدة أهل سيناء لتقديم السلاح لحماس حسب قوله . لقد فعلت الحكومات العربية ما طلبه الدكتور سعيد وأخذت حصتها فعلا من الغنائم علي جثة الشعب العراقي المكلوم فماذا سوف يحصل النظام من إمارة غزة ياتري وهي تعاني الجوع ونقص الأنفس والثمرات ؟



وأنا أقول للدكتور / سعيد الاستراتيجي إذا كنت جادا في قولك ولست هازلاً فلماذا لا تطالب الدولة بفتح ملف الانتهاكات الإسرائيلية علي الحدود المصرية التي راح ضحيتها العشرات من جنود مصر بنيران القناصة الصهاينة وليس بنيران " إمارة حماس "؟!



ولماذا يا دكتور لم تطالب الدولة بفتح ملف الأسري المصريين الذين دفنتهم إسرائيل في رمال سيناء وإمعانا في الذل والإهانة قامت بنشر شريط فيديو يصور تلك الجرائم ؟ لماذا لم تحرك ساكنا يا دكتور فتطالب الدولة بفتح الملف أم أن أرواح المصريين لا تعنيك في شيء كما لم تعنك أرواح العراقيين الذين طالبت بغزوهم للحصول علي الغنائم ؟!



دعنا من شأن غزة والعراق ولندخل في لجنة السياسات بصفتك عضواً فيها وأنت تفخر بذلك أما جال بذهنك في يوم ما أن تفتح ملف الفساد الذي استشري في أرجاء مصر وأصبح ظاهرة وصلت للأعناق وليس للركب كما قلتم؟! وملف التزوير الذي طال كل الانتخابات التي تمت بمصر ابتدءا من انتخابات الشعب والشورى والمحليات وحتي الاتحادات الطلابية ؟!



أما جال بذهنك أن تفتح ملف مهزلة بيع مصر وأصول الدولة التي اخترعتموها في لجنة السياسات ؟



أرجو من الدكتور الاستراتيجي أن يوفر جهده وتفكيره في وضع حلول للكوارث الكبري التي أوقعنا فيها هو وزملاؤه في لجنة السياسات وأن يحاسبوا أنفسهم بدلا من محاسبة "إمارة حماس"



يا سيدي الدكتور لقد حولتم مصر إلي إمارة صغيرة أصغر من إمارة " قطر " بفكركم وفعالكم .



إنك تغرد خارج السرب , وأنصحك بان " الميزان الأخلاقي " ليس في صالحك.




الاثنين، 10 نوفمبر 2008

حتي أنت يا برادعي .... بقلم م. فتحي شهاب الدين




البرادعي هو محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية .
والخبر نشرته جريدة الدستور في 6/11/ 2008 علي لسان " جريجوري شولتي " المندوب الدائم للولايات المتحدة في الوكالة الدولية ومكتب الأمم المتحدة في فيينا ومفاده :
" أن البرادعي أكد للوكالة في ابريل 2008 بأن سوريا أقامت منشأة سرية في الصحراء قرب مدينة " الكيبار " وأنه يعتقد - أي البرادعي - أن هذه المنشاة مفاعل نووي يتم بناؤه سرا , ويمثل خرقا من جانب سوريا لاتفاقها مع الوكالة وأن هذا المفاعل يتم بمساعدة كوريا الشمالية وبصفات مشابهة لمفاعلها في " يونجيبون " الذي يتم إبطال مفعوله الآن ولكن تم استخدامه لإنتاج مادة " البلوتونيوم" المستخدمة في الأسلحة النووية لكوريا الشمالية". انتهي
والغريب أن البرادعي الذي أفشي السر النووي السوري ( بفرض أنه حقيقة ) إسمه محمد وهو بالمناسبة عربي ومسلم وينتمي لجمهورية مصر العربية . والبرادعي ذاته كان يعمل بالوكالة عندما وقعت مصر علي اتفاقية حظر الانتشار النووي في فبراير 1981 مجانا !!! أي بدون مقابل فلم تكن ساعتها قد بنت مفاعلا أو صنعت قنبلة , في حين لم توقع إسرائيل التي كان بحوزتها أكثر من 150 قنبلة نووية في ذلك الوقت فقد رفضت التوقيع علي تلك الاتفاقية حتي لا تغل يدها في استخدام ترسانتها النووية متي أرادت ضد خصومها العرب .
 وفي عام 1991 عندما فاجأت إسرائيل العالم بالإعلان عن ترسانتها النووية التي بلغت 300 ( ثلاثمائة ) قنبلة نووية علي لسان الخبير والصحفي الأمريكي " سيمون هيرش " في كتابه الخطير " الخيار شمشون " ( وشمشون في الكتاب هو " إسرائيل " التي ستهدم المعبد علي رأسها ورأس أعدائها ) , والذي أيد فيه أقواله بالوثائق والمستندات , فلم نسمع للسيد البرادعي صوتا لا في الداخل ولا في الخارج للتحذير من قنابل إسرائيل وخطورتها علي أمن المنطقة ولم يسارع بإبلاغ الوكالة للتفتيش عليها ووضعها تحت المراقبة كما فعل مع سوريا التي لم تبدأ أصلا في الطريق النووي .
 والبرادعي هو نفسه محمد البرادعي الذي أقام الدنيا وأقعدها عام 2003 وزرع العراق مجيئا وذهابا بحثا عن الأسلحة النووية وهو يعرف تمام المعرفة أن العراق خالية تماما من الأسلحة النووية ولكن كان يمارس دوره المرسوم , ولم يكن البرادعي في نزاهة " هانز بليكس " السويدي ورئيس لجنة الأمم المتحدة للتفتيش علي العراق الذي قال كلمة حق وبرأ العراق من وجود الأسلحة النووية ثم استقال بعد ذلك .
ولكن البرادعي أكمل الدور المشبوه الذي قام به " رولف اكيوس " و " ريتشارد باتلر" الذي كان مفتشا وجاسوسا في نفس الوقت وترأس فريق التفتيش الذي مهد لضرب العراق واحتلاله بعد ذلك .
 لم نسمع للبرادعي كلمة واحدة تحذر من مفاعل " ديمونة " في صحراء النقب و المجاور لسيناء والذي تهالك وتسرب إشعاعه النووي ليلوث مياه سيناء ويهدد سكانها , وإنما نراه يحذر إيران ويدعوها للتخلص من مشروعها النووي ويردد كلمات سادته في البيت الأبيض .
 يا سيد برادعي نحن لا نريد منك كمصري وفي هذا المنصب الرفيع شيئا و لكن نريد منك أن " تصمت " وتتركنا فيما نحن فيه فيكفينا ما نحن بصدده من كوارث ولسنا نطمع منك في شيء غير ذلك فتاريخك مع الوكالة يشير انك مع الوكالة حيث دارت وإن حطموا دارك وان قضوا علي أوطانك طالما انك مستقر في منصبك الرفيع .
 لقد كان " يوليوس قيصر " محقا عندما صرخ صائحا " حتي أنت يا بروتس " فقد تلقي طعنة من صديقه الحميم الذي لم يكن يظن أبدا أن تأتي منه , كما لم نكن نحن نتوقع أن تأتي الطعنة من البرادعي .