السبت، 30 يناير 2010

في الذكرى الـ 65 للهولوكست أكبر عملية نصب في التاريـخ !! ـ م. فتحي شهاب


استطاعت الصهيونية العالمية انتزاع قرار من الأمم المتحدة باعتبار 27 يناير من كل عام يومًا عالميًا لإحياء ذكرى المحرقة أو ( الهولوكست ) التي يزعم اليهود حدوثها في معسكر " أوتشفيتيز النازي " عام 1945م , وأصبح العالم كله و (خاصة ألمانيا) كبش الفداء السنوي للصهيونية العالمية في أكبر عملية ابتزاز سياسي عرفها التاريخ .

تظهر أسطورة " الهولوكست " (Holacaust) أو إبادة ملايين اليهود على أيدي النازيين كلما أمعنت إسرائيل في عدوانها ضد العرب أو إذا تعرضت للانتقادات من قبل الرأي العام العالمي على إثر جرائم ومذابح تقترفها هذه الدولة العدوانية وعلى الرغم من أن أسطورة الهولوكوست هي صناعة أمريكية اخترعتها أجهزة المخابرات الأمريكية بالتعاون مع نظيراتها في دول الحلفاء إبان الحريب العالمية الثانية لتحطيم صورة خصومهم الألمان وتبرير حرب التدمير الهائلة ضد المنشآت العسكرية والمدنية لدول المحور وخصوصًا ضرب "هيروشيما وناجازاكي" بالقنبلة الذرية وملاحقة القادة العسكريين للدول المهزومة , وتشكيل محاكم جنائية لهم في "نورميرج وطوكيو" استمرت بين عامي 1945م ـ 1950م , كما تقتضي شريعة الغاب حينما يحاكم المنتصرون خصومهم على جرائم هي من محض افتراءاتهم ؛ حيث وظفوا هجرة ملايين اليهود الأوربيين غير الشرعية إلى الولايات المتحدة الأمريكية إبان سنوات الحرب واعتبارهم فقدوا معسكرات الاعتقال النازية , رغم أن الإحصائيات السكانية لألمانيا تثبت أن عدد اليهود الألمان يتراوح ما بين 600 ـ 700 ألف نسمة وجد منهم بعد انتهاء الحرب نصف مليون نسمه , وهنا لا يتجاوز عدد اليهود الذين غيبهم الموت "الوفاة الطبيعية وحوادث الطرق وضحايا غارات طارئرات الحلفاء" على بضعة آلاف من اليهود فكيف يقتل النازيون 6 ملايين نسمة من اليهود الذين لم يتجاوزوا عددهم 700 ألف نسمه .

إنها أكبر عملية نصب في التاريخ لقد اخترعت الولايات المتحدة الأمريكية الهولوكوست ووظّفتها الصهيونية العالمية وإسرائيل في سبيل الابتزاز السياسي المالي لألمانيا وغيرها من دول أوربا الشرقية فقد حصلت إسرائيل على 90 مليار مارك ألماني حتى عام 1998م إلا أنها سبقت إلى المطالبة بدفعات جديدة من التعويضات من خلال تزويرها في أعداد الضحايا , ورغم الرفض الألماني للابتزاز الصهيوني الذي لا يتوقف إلا أن ألمانيا رضخت للمطالبات الصهيونية تحت ضغوط من الرئيس الأمريكي الأسبق "كلينتون" , ثم توجهت الصهيونية بأطماعها إلى سويسرا التي اضطرت عام 1997م إلى تخصيص مائتي مليون دولار فقط لسد ضحايا الهولوكوست الذين لا تسمح لهم ظروفهم بالانتظار لما تحكم به المحاكم السويسرية حول الأرصدة المجمّدة في البنوك السويسرية بسبب زعم قتل أصحابها أو هجرة بعضهم رغم أن هذه البنوك تكشف بالوثائق أن أرصدة اليهود لديها قبل نشوب الحرب لم تتجاوز 55 مليون دولار وأنها لم تتقاعس في دفعها لأصحابها وكل هذا الابتزاز الصهيوني يعد أكبر عملية سرقة حدثت في تاريخ الإنسانية كما يصفها المؤرخ اليهودي الأمريكي "نورمان فنكلشتين" , ومن ثم فهو يقترح تخصيص جزء من تعويضات الهولوكوست الألمانية والسويسرية إلى اللاجئين الفلسطينيين خصوصًا أن المنظمات الصهيونية توجهت بأطماعها إلى دول أوربا الشرقية وخصوصًا بولندا ورومانيا تحت المزاعم نفسها بل إن المقزز في الأمر أن إسرائيل تطالب بتعويضات لليهود العرب الذين تزعم أنهم أحبروا على مغادرة الدول العربية من خمسينات القرن المنصرم وخلفوا وراءهم أملاكهم .

ولكن ما حقيقة الهولوكوست ؟ وهل هي أكذوبة من اختراع الحلفاء والتنظيمات الصهيونية العاملة في أوربا وأمريكا ؟ أم أنها تُحتمل أن تكون حقيقة ولو مُبالغ فيها للأسباب السابقة؟ ولماذا تقع ضجة إعلامية وسياسية كلما تعرض أحد الباحثين والمؤرخين لها بالدراسة والتمحيص خصوصًا لو جاءت نتائج بحوثهم بنفي الهولوكوست أو التشكيك في اعداد ضحاياها على فرض صحتها تصل في معظم الأحيان إلى ساحات القضاء وينال من يجرؤ على نفي الهولوكوست أو التشكيك فيها أو في عدد ضحاياها كما حدث مع الناشر الكندي "أونست زوندال" أو المؤرخ البريطاني "ديفيد إيرفيج" أو المفكر الفرنسي "روجيه جارودي" .

ونحن في معرض إجابتنا على هذه الأسئلة سوف نؤكد على أن الهولوكوست إن كانت حقيقة من عدمه ـ فهي مشكلة أوربية من الأساس والضحايا ومسرح الجريمة وكذلك المشككون فيها أو المستفيدون من صحتها , ونحن كعرب لم نكن طرفًا فيها بأي حال من الأحوال وإن كانت تنعكس سلبًا على موقفنا من الصراع , فكلما شرعت إسرائيل في عدوان ما على العرب ذكرت العالم بالهولوكوست لتبرير عدوانيتها وتسليحها النووي ... إلخ .... إلى جانب أن التعويضات التي تحصل عليها لا تصل إلى مستحقيها من ضحايا الهولوكوست أو ورثتهم بل توجه إلى خزينة الحرب الإسرائيلية في أكبر عملية تمويل لهولوكوست حقيقي ضد الشعب الفلسطيني دون ضجيج إعلامي أو وخر ضمير عربي , إن الكثير من علماء ومفكري الغرب قاموا بإماطة اللثام عن أكبر أكذوبة في التاريخ الإنساني وكان أشهرهم في ذلك :

1- "روبير فريسون" : أستاذ الأدب السابق بجامعة ليون بفرنسا وأحد رموز تيار إعادة النظر في التاريخ بأوروبا والذي وصف مزاعم قتل اليهود بالغازات السامة بأنها عملية نصب مالية وسياسية هائلة تستفيد منها دول إسرائيل الصهيونية وأن ضحية هذا النصب هما الشعبان الألماني والصهيوني .

2- "هنري روك" : الحاصل على الدكتوراه من جامعة نانت بفرنسا والذي أثبت في أطروحته العلمية أن المخبر "جيرشتين" الذي أبلغ الحلفاء بوجود غرف الغاز بأنه ساحر وأفّاق كبير نسج خياله وهْمًا صدّقه العالم على أنه حقيقة ويؤكد "هنري روك" أن "جيرشتين" لم يشاهد بالفعل غرف الغاز .

3- "روجيه جارودي" : في كتابه "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية 1996م" والذي فضح فيه الكثير من الإدعاءات والمغالطات والأكاذيب الإسرائيلية التي تنطوي عليها أسطورة الهولوكوست وغيرها من الأساطير التي تستمد إسرائيل وجودها منها , وترجع أهمية كتاب "جارودي" هذا إلى كونه حشد فيه كمًا هائلاً يصعب تجاهله من الحقائق المدعومة بالوثائق الغربية السليمة إضافة إلى أن "جارودي" يعد وبكل المقاييس وحسب كل التوجهات من أبرز مفكري الغرب وأكثرهم بعدًا عن التشكيك بالإنحياز .

4- "نورمان فنكلشتين" : وهو كاتب أمريكي نشر عام (2001م) كتابه "صناعة الهولوكوست" وسلّط الأضواء في ثناياه على الترويج النشط لأسطورة الهولوكوست في المجتمع الأمريكي على وجه الخصوص وما نتج عن ذلك من تصاعد للأصوات المطالبة بجعل الهولوكوست اليهودي الإسرائيلي حدثًا قوميًا أمريكيًا ، فأقيمت النصب التذكارية له في خمسين ولاية أمريكية وأنشأت أكثر من مائة منظمة مرتبطة به إضافة إلى سبعة متاحف ضخمة له موزعة في أنحاء الولايات المتحدة أكبرها "متحف الهولوكوست التذكاري في الولايات المتحدة" بمدينة واشنطن وهو المتحف الوحيد المقام في العاصمة الأمريكية لضحايا دولة أخرى !! , ويعتبر "فنكلشتين" أن الإبادة المزعومة لليهود قد اُستغلت في الولايات المتحدة لأمرين أولاهما تبرير السياسة الإجرامية الإسرائيلية ضد الفلسطسنيين , وثانيهما تبرير الدعم الأمريكي لهذه السياسات .

لقد قامت الحركة الصهيونية بالتصدي لكل من تسوّل له نفسه بتحطيم هذا المقدس الصهيوني واعتبرته نازي جديد معاد للسّامية , وتراوحت المواقف الصهيونية من هؤلاء بين الاغتيال وشن حملات إعلامية ورفع دعاوى قضائية ضدهم ، فمثلاً .. المؤرخ الفرنسي "فرانسوا ردوبار" لقى حتفه عن طريق تفخيخ سيارته من قبل نشطاء جماعة حفظ الذاكرة اليهودية بفرنسا , أما المؤرخ الشهير "روبير فوريسون" فقد تعرض بدوره لعلقة ساخنة من نشطاء هذه الجمعية أنفسهم عندما اعترضوا طريفه وهو يتنزه بإحدى الحدائق الكبرى بمدينة فيش الفرنسية وعندما أفاق في المستشفى على إثر هذه العلقة وجد في جيبه ورقة مكتوبًا عليها "هذه المرّة ضربناك .. لكن في المرة القادمة سندفنك بأيدينا في المقبرة" ، أما المؤرخ الفرنسي "هنري روك" والذي كان قد حصل على رسالة دكتوراه في التاريخ أثبت فيها أن الهولوكوست أسطورة صنعتها مخابرات الحلفاء ووظفتها الصهيونية العالمية تعرّض لعقاب غريب نوعًا على الليبرالية الأوربية , فعندما شرع "هنري" في طبع رسالته في كتاب قامت الدنيا ولم تقعد في فرنسا ضد المؤرخ وكتابه فألغت الجامعة رسالة الدكتوراه التي كا ن قد حصل عليها بدرجة امتياز , ومنعت الحكومة الفرنسية كتابه من التداول استنادًا إلى قانون خاص شرّعته الصهيونية الفرنسية وهو قانون "فابيوس جايسوا" الصادر في 13 يونيو عام 1990م , والذي يحظر على المؤرخين الخوض في قضية الهولوكوست ... وهو القانون نفسه الذي حوكم بموجبه الفيلسوف الفرنسي "روجيه جارودي" الذي حاول التشكيك في عدد ضحايا الهولوكوست في كتابه الشهير "الأساطير المؤسسة" , وفي كندا رفعت دعاوى قضائية ضد الناشر الكندي "أرنست زوندال" لأنه تجرّأ ونشر كتبًا تشكك في الهولوكوست , وعندما اقترح "روبير فريسون" على محامي "زوندال" بأن يستعين بعشماوي الإعدام بالغاز في السجون الأمريكية "لوشتر" بإنجاز تقرير فني عن غرف الإعدام بالغاز في المعسكرات النازية لصالح موكله "زوندال" تعرّض "لوشتر" إلى حملة صهيونية للتشهير به وقدّمت ضده شكاوى إلى نقابة المهندسين الأمريكية تتهمه فيها بانتحال صفة مهندس في إنجاز تقريره الشهير كما أنها وجّهت إليه تهمة النصب على معامل التحليل عندما قدّم إليها العينات التي حصل عليها من المعسكرات النازية , ونجحت الحملة الصهيونية في إسكات "لوشتر" .

ولعل أشهر القضايا في هذا الصدد تلك التي رفعها المؤرخ البريطاني "ديفيد أرفينج" ضد الباحثة الصهيونية "ديبواره ليبستات" وناشر كتابها "دار بنجوين" لأن الأولى شككت في صدقيته كمؤرخ عندما حاول تبرئة النازيين من أسطورة الهولوكوست وتحميل دول الحلفاء الذنب بتسخين الأجواء الدولية التي تمخضت عن الحرب العالمية الثانية التي حصدت أرواح أكثر من عشرين مليون نسمه .

وبالطبع انتهت القضية لصالح النفوذ السياسي والمالي للتنظيمات الصهيونية في قضية تعد مصيرية لتلك التنظيمات والكيان الصهيوني , وضد "ديفيد أرفينج" ليس لأنه مؤرخ عنيد وغير موضوعي كما شكك المدعي عليهما والمنظمات والدول التي تقضي وراءهما أو لأنه لوى عنق الحقائق وتعامل مع الوثائق والمستندات على هواه , ولكن لأنه وضع يده في عش الدبابير وحاول وضع قفل على معين الإبتزاز الصهيوني الذي لا ينضب من خلال تصميمه على فضح لا أخلاقية من شنوا الحرب العالمية الثانية وتعاطفه المتأخر مع القضية العربية في مواجهتها للعداونية الصهيونية التي تمارس حملة جماعية ضد الشعب الفلسطيني منذ مذابح عامي 1947م/1948م وحتى الآن .

الأربعاء، 27 يناير 2010

هايتي ... والمساعدات الأمريكية (أين الحقيقة) ؟! ـ م. فتحي شهاب




أعلنت الولايات المتحدة أن مساعدتها لهايتي ستستمر طويلاً واعتبرت على لسان سفيرتها الأممية "سوزان رايس" أن اتفاقها مع الأمم المتحدة على استمرار التعاون لفترات طويلة , لكن دولاً كفنزويلا وبوليفيا ونيكاراجوا شكَّكت في مهمة الجيش الأمريكي واتهمته بالشروع في احتلال هايتي بذريعة انقاذها خاصةً أن القوات الأمريكية بلغ عددها (20.000) عشرون ألف جندي وهم لا يرتدون الخوذات الزرقاء الخاصة بالأمم المتحدة ولكنهم يعملون تحت قيادة بلادهم مباشرة .


وحتى نتبين الحقيقة لا بد من سرد الحكاية من الأول , فعندما طلبت أمريكا من المواطنين "الفلبينييـن " تقديم المساعدة لهم في قتالهم مع الأسبان ـ الذين كانوا يحتلون الفلبين ـ في بداية القرن العشرين مقابل وعدهم بالاستقلال وبمجرد مغادرة الأسبان انضمت الحركة الوطنية كلها لأمريكا في القتال ضد الأسبان حتى انتصرت أمريكا فكان جزاءهم جزاء "سنمار" , فقد حنث الأمريكيون بوعدهم واحتلوا الفلبين ولم يغادروها إلا بداية القرن الواحد والعشرين (قرابة المائة عام) , هذا عندما طلبت أمريكا المساعدة فكيف عندما يُطلب منها المساعدة ؟!!!


هايتي .. جزيرة مستقلة في البحر الكاريبي تلاصقها من الشرق جمهورية الدومينكان وتقع غربها جزيرة كوبا وهي عضو في منظمة الدول الأمريكية , تعاقبَ على هايتي عدد من الأنظمة الديكتاتورية خلال القرن التاسع عشر وفي أوائل القرن العشرين أفلست هايتي ووافقت على خضوعها للحراسة الأمريكية من 1905 وحتى 1941م .


وعندما عاد الحكم الديمقراطي في هايتي عام 1949م برئاسة "إستيميه" أعادت أمريكا الحكم الديكتاتوري مرة أخرى إلى هايتي ممثلاً في الديكتاتور "فرانسو دوفلييه" عام 1957م الذي استعان بالبوليس السري المعروف باسم "تون ـ تون ـ ماكوت" , والذي كان يطلق النار على معارضي النظام , وفي عام 1971م دعمت أمريكا "جان كلود دوفلييه" ابن "دوفلييه" ليخلف أبـاه في الحكم .


وعندما دمَّر إعصار "آلن" هايتي عام 1980م وحدثت اضطرابات شديدة فرَّ على أثرها الرئيس "جان دوفلييه" على متن طائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي , وكان ذلك في 7 فبراير 1986م , وبذلك انتهت ديكتاتورية أسرة "دوفلييه" التي استمرت 28 عامًا .


وفي انتخابات 1990م تم انتخاب القس الكاثوليكي "إرسيتيد" لرئاسة البلاد بدعم أمريكي , لكن العسكريين بقيادة العميد "راؤول" ألقوا القبض عليه في 1991م وطردوه من البلاد , حاولت أمريكا إعادة "إرسيتيد" إلى الحكم , ولكن الجيش أرغم مجلس الأمة على إسقاطه رسميًا ففرضت أمريكا حصارًا اقتصاديًا على هايتي مما أدى إلى تدهور اقتصادها وانهياره وقامت بدفع الأمم المتحدة لفرض حظر بترولي ومالي وتسليحي على هايتي , واشتركت في تطبيقه معظم دول العالم .


وفي عام 1994م صرَّح مجلس الأمن بغزو هايتي بتوجيه أمريكي عن طريق القوات المتعددة الجنسيات , وبينما كانت القوات الأمريكية في طريقها إلى هايتي وقَّع العسكر على اتفاق يقضي بتركهم الحكم على أن يعود "إرسيتيد" , ونزلت القوات الأمريكية إلى أرضي هايتي كجزء من قوات دولية عام 1995م وعاد "إرسيتيد" إلى الحكم على أسنَّة الرماح الأمريكية .


والآن وبعد أن ضرب الزلزال هايتي وراح ضحيته الآلاف المؤلفة من البشر والممتلكات , وبعد أن حلَّت الكارثة التي روَّعت العالم بأسره لم تشعر أمريكا بالشفقة ولا العطف لأنها لا تعرف العواطف ولا تعرف الإنسانية , ولا تعرف الوفاء , إنما تعرف مصالحها فقط , ومن ثم عادت القوات الأمريكية مرة أخرى تحت ستار المساعدات وبقوات عسكرية بلغت الـ (20.000) جندي .


فماذا تريد أمريكا وما حقيقة مساعداتها .. هذا ما فهمته دول الجوار , والتي اكتوت بالنيران الأمريكية وما زالت جراحها لم تندمل بدءًا بكوبا والفلبين ونيكاراجوا بل ومعظم دول العالم .

الاثنين، 25 يناير 2010

في ذكرى انتفاضة الطلبة ( يناير 1972م ) ـ م. فتحي شهاب



منذ هزيمة 1967م وبداية انهيار النظام الناصري بدأت حركة جماهيرية تتبلور في أوساط العمال والطلاب , وبمجرد أن أصدرت المحكمة العسكرية أحكامًا مخففة ضد ضباط الطيران الذين اتُهموا بأنهم سبب هزيمة يونيو 1967م خرج عمال حلوان اعتراضًا على الأحكام الهزيلة ورفعوا شعار ( لا اشتراكية بدون حرية ) , وتحولت حلوان وشبرا إلى مركز للإضرابات العمالية .

وتحرك الطلاب من الجامعات ليلتقوا مع العمال , وبدات الشرارة من طلاب كلية الهندسة جامعة القاهرة الذين تحركوا في فبراير 1968م , وفي نفس التوقيت أنشأ عبد الناصر قوات الأمن المركزي لقمع مظاهرات الطلبة والعمال .

وعندما أتى السادات إلى السلطة ضعيفًا وفاقدًا للشرعية وحوله خصوم أقوياء استطاع الإجهاز عليهم فيما سُمِّيَ بـ "ثورة التصحيح" في مايو 1971م ، ثم أعلن ولائه لهدف تحرير الأرض الذي رفعه عبد الناصر .

وفي خطاب السادات 13 يناير 1972م برَّر عجزه عن الوفاء بوعده في جعْل عام 1971م عام الحسم مع إسرائيل باندلاع الحرب الهندية الباكستانية , وأن هذه الأحداث أثرت على الحليف السوفيتي , وحدَّت من تقديمه المساعدات لمصر , وأن هذه الحالة كالضباب الذي يعيق القدرة على التحرك , ولذلك سَمَّي هذا العام بعام "الضباب" .

تشكَّلت يوم الخميس 20 يناير 1972م "اللجنة الوطنية العليا للطلبة" أثناء مؤتمر طلابي حاشد في قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة بقيادة طالب الاقتصاد والعلوم السياسية " أحمد عبد الله رزَّه " .

وشارك فيها معظم الكليات في جامعة القاهرة , والتي وجدت مساندة لها من مختلف جامعات مصر في عين شمس والأسكندرية والأزهر حاولت الحركة الطلابية مقابلة الرئيس لعرض طلباتها دون جدوى فكان الاعتصام الكبير الذي ضم أكثر من 1500 طالب وطالبة داخل حرم الجامعة .

كنت ساعتها في السنة النهائية بكلية الهندسة جامعة القاهرة , وكان دوري في الاعتصام حماية أحد أبواب القاعة مع عشرة طلبة من الكلية , وعندما غالبني النوم في الساعة الخامسة صباحًا صحوت فجأة على انفجار شديد ورأيت باب القاعة يسقط فوق رأسي أنا والمجموعة التي معي في الحراسة في مشهد لن أنساه , وإذا بمعظم الأبواب تتخلع بنفس الطريقة .

كان ذلك صبيحة الاثنين 24 يناير , وإذا بالقاعة تمتلئ بالجنود ذوي السترات السوداء وهم يصوبون الرشاشات إلى وجوهنا في مشهد رعب مثير طالبين منا جميعًا الوقوف ووضع الأيدي فوق الرؤوس في مشهد بعيد للأذهان صور أسرى الحرب في سيناء أثناء هزيمة 1967م , وكان أول اعتقال أشهده في حياتي ؛ حيث اقتادونا إلى معهد أمناء الشرطة بالدراسة وحشرونا في اسطبل كبير للخيول .

وعندما عاد الطلاب صباحًا ولم يجدوا زملاءهم اندفعوا بأعداد كبيرة وتجمعوا في ميدان التحرير ؛ حيث احتلوه بأكمله ولم ينصرفوا إلا بعد الإفراج عن جميع المعتقلبن بعد ثلاثة أيام .

ألقى الرئيس السادات خطابًا في اليوم التالي 25 يناير 1972م قال فيه : " الطلاب طيبيين لكن هناك قلة منحرفة قاعدين يشتموا أساتذتهم ويشربوا سجاير أولاد على بنات , مسخرة وقلة أدب ، ثم أعلن عبارته الشهيرة " أنا مقعدش مع رزَّه " في إشارة إلى أحمد عبد الله .

كانت حركة الطلاب حركة وطنية خالصة لم يكن لليسار ولا اليمين ولا حتى للتيار الديني الوليد في الجامعة تأثير كبير في الأحداث إنما كانت الحركة تنبع من وعي ومشاعر وطنية خالصة .

لقد مثَّلت حركة يناير الطلابية نقلة هامة في الكفاح الوطني ورغم فشلها في الانتشار إلا أنها مهدت الطريق لحرب أكتوبر 1973م ، كما مهدت كذلك لانتفاضة يناير 1977م والتي سمّاها السادات انتفاضة الحرامية رغم أنها كانت انتفاضة شعبية مائة في المائة .

لا زلتُ أذكر ذلك الشاب الطويل النحيل جدًا الضعيف جسمانيًا , والذي يلف حول عنقه كوفية حمراء يُتمتع بكاريزما طاغية وقدرة على الخطابة فائقة تهز كيان آلاف الطلبة المحيطين به من كل جانب .

وتدور عجلة الزمن ويقبض عليّ مع الشيخ أمين الديب في مايو عام 2006م لنودع سجن مزرعة طرة وبعدها بشهر واحد نستقبل خبر وفاة أحمد عبدالله رزّة أستاذ العلوم السياسية وخريج جامعة كمبروج في الخامس من يونيو 2006م , وفي نفس اليوم الذي حدثت فيه هزيمة يونيو 1967م , والتي قامت انتفاضة الطلبة أساسًا لمحو آثارها واسترداد كرامة الأمة .

الثلاثاء، 19 يناير 2010

حرب المصطلحات والخداع الأمريكي ـ بقلم : م. فتحي شهاب


الحديث هنا ليس عن الحرب المكشوفة والتي يعقبها تدمير واحتلال كما حدث في أفغانستان والعراق وفلسطين , ولكنه نوع من الحرب الذكية أو الناعمة (Soft Power) تبدأ بمُدخلات ثقافية وفكرية وتكمن ورائها منظمات عابرة للقارات جاهزة للانقضاض لفرض تلك الشعارات في أرجاء العالم وخاصة عالمنا العربي والإسلامي .
فـ ( الديمقراطية ) و ( حقوق الإنسان ) و ( حقوق الطفل ) و ( حقوق المرأة ) و ( الشرق الأوسط ) و ( الفوضى الخلاقة ) مصطلحات قام بصكها وسبكها أكاديميون متخصصون وصُنَّاع سياسة محترفون حتى أصبحت حرفة أمريكية خالصة لا يستطيع أحد الدخول إلى حلبة المنافسة فيها ثم تحولت إلى صناعة تطرح منها في سوق السياسة ما تريده بين الحين والآخر .
إن مصطلح ( حقوق الإنسان ) من أهم المصطلحات التي كشفت الزيف والخداع الأمريكي بعد أن تدهورت هذه القيمة ـ حقوق الإنسان ـ وانتُهِكتْ في الغرب نفسه وفي عقر الدار الأمريكية , فالتقارير الرسمية الغربية الصادرة عن حجم الأطفال المصنفين بدون آباء (Single Parents) يشكلون نسبة 50% من المواليد , وهذا يعني أن الغرب من أكبر منتهكي حقوق الأطفال وكذلك حقوق المرأة التي من أبسطها تحميل الأم وحدها ـ بحكم هذا الواقع ـ تبعات تلك الطفولة المحرومة من الأبوة , كما أن هذه النسبة تؤكد الانتهاك لكل مفاهيم حقوق الإنسان وكرامته لكن الغرب يستثني نفسه لأنه هو المنتج والمصدِّر لتلك المصطلحات .
فأمريكا تقوم باستغلال التنوع العرقي والديني في الدول المستهدفة تحت مسمى ( حقوق الإنسان ) لإضعاف الثقافة الرئيسية للدول وانتهاك سيادتها الوطنية واستغلال أحداث تافهة أحيانًا لإشعال الحروب الإعلامية والسياسية وأحيانًا العسكرية , فالإثنية ( شيعة وسنة ) ـ ( عرب وعجم ) ـ ( عرب وأمازيج ) ...... ومع وجود أكثر من ثلاثة آلاف مجموعة إثنية حول العالم سوف يمهد بشكل إنتقائي لمبررات دائمة بحجة حماية حقوق الإنسان .
إن مصطلحات مثل ( حقوق الطفل ) تحتاج إلى تعريف وتحرير فالطرح الإعلامي الغربي يهدف إلى تربية الطفل على الليبرالية الفردية المبكرة , كما أنه ينزع قوامة الوالدين ودورهما التربوي , كما أن مصطلح ( حقوق المرأة ) يؤكِّد على حقيقة حرب المصطلحات حينما يجري غض الطرف عما تعانيه المرأة في معظم القارة الأفريقية من انتهاك لحقوق الملايين منهن في ميادين كثيرة بينما يسود الصمت وقلب الحقائق إزاء انتهاك حقوق المرأة الغربية والأمريكية وخاصة في الجوانب التي تتعلق بالكرامة والإنسانية وانتهاك الحقوق الأخلاقية والوظيفية والمتاجرة بصورها وجسدها كرقيق أبيض , وليس أدل على ذلك من أن عدد معتقني الإسلام من النساء في أوربا وأمريكا بشكل خاص يشكل ثلاثة أضعاف عدد معتنقيه من الرجال حيث تبحث المرأة عن حقوقها وكرامتها فلا تجدها كاملة إلا في الإسلام .
خذ أيضًا على سبيل المثال مصطلح ( الشرق الأوسط ) الذي تم تقديمه منذ حرب الخليج الثانية 1991م والاتفاق بشأنه في وزارة الخارجية الأمريكية أن يكون بديلاً عن تعبيري ( العالم العربي ) و (العالم الإسلامي ) اللذان تم شطبهما من قاموس الدبلوماسية الأمريكية .
ولعل من أخطر وأهم المصطلحات التي ظهرت في هذا القرن هو مصطلح ( الفوضى الخلاقة ) حيث يمثل أحد أهم الأسلحة التي انتجها العقل الاستراتيجي الأمريكي في التعامل مع قضايا العالم العربي , فقد تمت صياغة هذا المصطلح بعناية فائقة من قِبَل صُنَّاع السياسة الأمريكية والتي عبَّرت عنه "كونداليزا رايس" وزيرة الخارجية الأمريكية في أبريل 2005م عندما صرَّحت لصحيفة "الواشنطن بوست" بأن مبدا "الفوضى الخلاقة" يتم تطبيقه بحذافيره في حرب أمريكا على الإرهاب , وإذا كانت المرحلة الأولى من هذه الاستراتيجية جرت تحت شعار "الحرب على الإرهاب" واستهدفت إسقاط نظامي طالبان في افغانستان والبعث في العراق , فإن المرحلة الثانية تجري تحت شعار "الحرب على الاستبداد ونشر اليمقراطية" وتستهدف إسقاط نظامي سوريا وإيران ونزع سلاح المقاومة وتفكيك بنيتها التحتية في كل من لبنان وفلسطين , والفرق الوحيد بين المرحلتين أن الأولى تطلبت استخدامًا مكثَّف للقوة العسكرية واحتلالاً فعليًا للدول المستهدفة , بينما الثانية تعتمد على سياسة القصف التمهيدي بالمصطلحات دون استبعاد التدخل العسكري إذا لزم الأمر .
لقد ظهرت نتائج الفوضى الخلاقة سريعًا في عالمنا العربي والإسلامي حيث يتم تهييج الأقباط في مصر والأمازيج في المغرب والشيعة في اليمن وإمدادهم بالسلاح حتى يعُمَّ الهرج والمرج وتصل إلى مرحلة الفوضى الهدَّامة ( اقصد الخلاَّقة ) .
ولقد رأينا بأم أعيننا نماذج للفوضى الخلاقة متمثلة في الثورات الملوَّنة بألوان الطيف في صربيا وجورجيا وأوكرانيا ؛ حيث بدا القصف بمصطلحات الديمقراطية وحقوق الإنسان عن طريق قطاعات من المجتمع المدني مطالِبة بالتغيير ودعم عملهم بتعبئة أجهزة الإعلام المحلية والدولية لصالحهم واختراع بطل يُوحِّد الاحتجاج ثم الضغط الدولي على السلطات القائمة لتنبع بعد ذلك الثورات البرتقالية والحمراء والزرقاء .. إلخ .
إن تحرير المصطلحات من مواطن اللبس والغموض والتآمر فيها هو واجب شرعي ومطلب وطني , وهذا يتطلب وجود مؤسسات بحثية (Think Tanks) وإعلامية متخصصة ومستقلة ومنظمات مجتمع مدني "مؤثرة" وليست "متأثرة" على غرار تلك المؤسسات الغربية التي تعمل كجنود مشاة مهمتها إعادة تعريف وصياغة المفاهيم والخطاب الغربي وإيصالهما مع الوعيد والتهديد إلينا .
إن المشكلة تكمن في "قابلية الهزيمة" والانكسار أمام تلك المصطلحات الحديثة الغامضة التي تحتكر الدول المصدِّرة لها حق تفسيرها للآخرين .
إننا في عالمنا الإسلامي نتمتع بتراث ضخم يستمد جذوره من الشريعة الإسلامية التي تُؤصِّل للحقوق والواجبات التي هي مدار تلك المصطلحات سواء للطفل أو للمرأة أو الأسرة أو الإنسان الحاكم أو المحكوم فَلِمَ لا نبدأ الآن ؟ , لقد صدق المفكِّر الإسلامي "مراد هدفمان" عندما قال : "إن الإسلام يملك الإجابات الصحيحة لأسئلة الغرب الكثيرة وأزماته المتعددة والإسلام ليس طالب إحسان من الغرب ولكنه مانح رئيسي لكثير من القيم وأساليب الحياة" .

الاثنين، 18 يناير 2010

أدركوا السودان قبل فوات الآوان ـ بقلم : م. فتحي شهاب


المؤامرات تجري الآن علي قدم وساق لفصل جنوب السودان عن شماله فهل أثمرت هذه المؤامرات وهل صار الفصل وشيكا ؟
لنبدأ القصة من البداية حيث تآمر الاحتلال البريطاني منذ القرن التاسع عشر لزرع بذور الانفصال بين الشمال العربي المسلم والجنوب بثقافته الانجلوساكسونية وديانته المسيحية والذي بات مرتعا خصبا لمنظمات التبشير الصليبية .
أما في هذا القرن فقد أصبحت الولايات المتحدة هي اللاعب الأوحد في المؤامرة .
· بدأت أمريكا التآمر علي السودان عندما قامت باستبعاد المبادرة المصرية - الليبية التي كانت بصدد الجمع بين الحركة الشعبية والشمال حول مائدة الحوار للوصول إلي حل مشترك.
· دفعت أمريكا دول " الإيجاد " الأفريقية لتبني مبادرة مختلفة تتبني مصالح الجنوب وتحصر التفاوض حول وقف الحرب الأهلية فقط .
· قامت أمريكا بإدراج السودان علي القائمة الأمريكية السوداء بصفتها دولة إرهابية تمهيدََا لإخضاعها والضغط عليها.
· قامت بالضغط علي حكومة السودان للتفاوض " منفردة " مع الحركة الشعبية بالتعاون مع كينيا حيث جرت المفاوضات علي أرضها بداية من " ماساكوش " عام 2002 وحتي "نيفاشا " حيث جري توقيع اتفاقية السلام عام 2005 والتي تنص علي أن يعمل الطرفان علي جعل الوحدة " جاذبة " وفي نفس الوقت تعطي للجنوب حق تقرير المصير ( الانفصال من عدمه ) عبر استفتاء عام يجري أوائل عام 2011 .
لقد أعلن " سلفاكير " خليفة " جارانج " ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ونائب الرئيس السوداني في نفس الوقت في احتفال أقيم في إحدي الكنائس بالجنوب وهو يخاطب شعب الجنوب السوداني " لديكم الفرصة للاختيار ما بين أن تكونوا أحراراََ في وطنكم أو تكونوا مواطنين من الدرجة الثانية في بلد موحد " وهو ما يتنافي مع اتفاقية 2005 والتي تنص علي أن يعمل الطرفان علي جعل الوحدة "جاذبة " , ولم يقتصر الأمر علي " سلفاكير " بل زاد الطين بلة التصريحات التي أطلقها وزير خارجية الجنوب " دينق آلور" بعدها مباشرة والتي قال فيها " إن الجنوب يريد بأغلبية ساحقة إعلان الاستقلال في الاستفتاء المقرر قريبا ".
لقد أشارت بعض التقارير الحديثة إلي إنجاز مسودة دستور دولة الجنوب المنتظرة بواسطة معهد
" ماكس بلانك " الألماني بالإضافة إلي الدراسات الخاصة بمشروع خط السكة الحديد للربط بين كينيا عبر " مومباسا " لتصدير النفط الجنوبي في المستقبل .
إن المسرح يهيأ الآن لفصل الجنوب السوداني عن شماله في ظل صمت دولي رهيب ولامبالاة من دول الجوار وعلي رأسها مصر وفي حالة الفصل – لا قدر الله - سوف يستمر مسلسل
" الدومينو" ولن ينعم الشمال السوداني بالاستقرار أبدا وسوف يمتد التآمر الأمريكي إلي بقية الأقاليم لفصلها في شرق السودان وغربه وجبال النوبة وبقوة السلاح بحجة الحصول علي نصيب تلك الأقاليم من كعكة السلطة والثروة أسوة بما حدث للجنوب .
لقد ظلت مصر منذ التدخل الأمريكي بعيدة عن الحدث مع أن المفروض أن يكون علي رأس أولويات الأمن القومي المصري وخاصة بعد التوغل الإسرائيلي المدعوم أمريكيا في دول حوض النيل والجنوب السوداني , ولم نسمع للإعلام المصري صوتا وهو الذي هبَّ عن بكرة أبيه من أجل مباراة في الكرة كما لم نسمع أيضا صوت النخبة المصرية وهي التي تتطرق للعديد من القضايا الهامشية وعلي رأسها قضية الكرة وتنسي في غمرتها هذه القضية الخطيرة.
لقد حذر علماء مصر ومفكروها الذين يحملون هم بلادهم ومستقبلها من أن فصل الجنوب عن الشمال سوف ينجم عنه كثير من المخاطر بالنسبة لمصر منها :-
· وقوع أكثر من ألف كيلو متر من نهر النيل تحت قبضة الجنوبيين الذين سوف يتحكمون ويعبثون به متي أرادوا .
· سوف يتم إيقاف العمل نهائيا في قناة " جونجلي " والتي قاموا بتدمير معداتها من قبل وبذلك يضيع علي مصر ما يقرب من الـ 5 مليارات متر مكعب من المياه والتي تضيع هباء في أحراش الجنوب .
· سوف يشكل الجنوب السوداني قاعدة جديدة لإسرائيل وأمريكا للوثوب منها إلي القارة الأفريقية بعد عزل الشمال تمامَََا .
· سوف يتم الضغط علي مصر وتهديدها وتخييرها إما بتوصيل المياه لإسرائيل أو غلق "المحبس " عنها من المنبع والتي سوف تتحكم فيه دولة الجنوب .
إننا ننبه ونصيح بأعلى صوتنا أن أدركوا السـودان قبل فوات الأوان .