السبت، 26 يونيو 2010

النيــــــل والمستقـــــــبل خلاصة القضية والحلول المتاحة ( 5 - 5 ) بقلم م. فتحي شهاب الدين


منيت السياسة المصرية تجاه ملف النيل بسلسلة متتالية من الفشل فطوال 10 سنوات من المفاوضات لم تنتبه إلي إصرار دول المنبع علي مطالبهم وتهاونت في ذلك ثم عندما استيقظت علي ماحدث في اجتماع " كينشاسا " من رغبة هذه الدول في التوقيع رغما عن مصر والسودان لم تحاول البحث عن سياسة بديلة لصيانة حقوقها بل استمرت في سياسة التسويف من خلال ما أسفر عنه مؤتمر الإسكندرية من إعطاء مهلة ستة شهور للتفاوض ومع انتهاء هذه المدة حاولت الحكومة الاستمرار في نفس اللعبة بالدعوة إلي الاستمرار في التفاوض وهو ما رفضته دول المنبع حتي تم التوقيع علي الاتفاقية أخيرا لتخرج الحكومة المصرية بنفس التصريحات والكلام المتكرر عن الحقوق التاريخية.
إن أخطر ما في الاتفاقية الإطارية الجديدة أنها ضمت بندا يشير إلي حق الدول المتشاطئة مع دول حوض النيل في الحصول علي مياه النيل وبالتالي فإن إسرائيل المتشاطئة مع مصر سوف يكون لها الحق في الحصول علي المياه والقصة نفسها تنسحب علي ليبيا أيضا .
والأشد خطورة في الاتفاقية الجديدة أن القانون الدولي يلزم بوجود اتفاقيات جماعية ويمكن في هذه الحالة أن يكون عدم اعتراف دول حوض النيل بالاتفاقية الثنائية بين مصر والسودان ( 1959 ) قانون في حد ذاته .
إن الرصيد الذي صنعته مصر في سنوات طويلة قد تلاشي في سنوات قليلة و لم يكن هذا الرصيد من صناعة ثورة يوليو فحسب لكن سبقته علاقات و صراعات قديمة حول مياه النيل ابتداء من عصر محمد علي ومرورا بعصر إسماعيل ودور انجلترا (رغم أنها كانت تحقق مصالحها بذلك ).
وليس أدل علي ذلك من قيام مصر بإغلاق جميع المكاتب التجارية المصرية في أفريقيا وبيع منشآتها ومبانيها في إطار ما سمي بالخصخصة .
لقد توقفت مصر عن المشاركة في وفود رسمية عالية في مؤتمرات القمة الأفريقية والمؤسسات التابعة لمنظمة الوحدة الأفريقية وحدثت فجوة واسعة في الأنشطة الأهلية والمدنية ترتب عليها غياب كامل لمصر بكل مؤسساتها في دول أفريقيا ابتداء من البعثات الدينية والتعليمية وانتهاء بدور الأزهر الشريف كما تقطعت كل الروابط الدينية بين الكنيسة في اثيوبيا والكنيسة في القاهرة ولم تحاول مصر الإبقاء علي شيء من هذه العلاقات والتي كانت من أهم الروابط بين الشعبين في كل من مصر وأثيوبيا .
لقد ترك النظام المصري أفريقيا خالية من أي دور أو مكانة مصرية مفسحا المجال للدور الاسرائيلي الذي تحرك بخبث ودهاء فأقام العلاقات وساعد في بناء السدود والمشاريع المائية ولم يكتف بذلك بل قام بتأليب دول حوض النيل ضد مصر وساهم في تراجعهم عن كل الاتفاقيات السابقة.
وإن المرء يحار كيف تكون هناك معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل وتقوم الأخيرة بهذا الدور المشبوه الذي ينسف هذه المعاهدة من أساسها .
وإذا نظرنا إلي الوضع الداخلي في مصر نجد أن المشكلة الأساسية هي عجز الموارد المائية بصورة واضحة من ناحية والإسراف في استخدام المتاح من ناحية أخري .ثم الاشد والاخطر وهو تلويث النيل بطريقة بشعة وعن اصرار وتعمد .
ونستطيع أن نعرض التوصيات التالية كحلول للقضية :
1- عقد مؤتمر يحضره العلماء والمتخصصون والمسئولون ومتخذو القرار لوضع إستراتيجية وسيناريوهات للتعامل مع الاتفاقية الجديدة لحوض النيل يسترشد بها المفاوض المصري .
2- علي مصر التوقف عن سياسة الاستخفاف بدول حوض النيل ومعاملتها علي أساس أنها دول منبع ولها حقوق والبعد عن نغمة الحق التاريخي في المياه حيث أن الظروف تغيرت وأصبح الماء سلاحا في يد من يمتلك منابعه وخاصة إذا كان ملاك المنابع يعانون من الفقر والمشكلات الاقتصادية الحادة .
3- يجب أن تعيد الدبلوماسية المصرية النظر في وجودها وتأثيرها في دول حوض النيل وتقوم بفتح سفارات نشطة تقوم بمد الجسور للتواصل وفتح مجالات جديدة للتعاون وإعادة المياه إلي مجاريها .
4- إنشاء وزارة للشئون الأفريقية تتولي التنسيق مع دول حوض النيل وتكون ذات اعتماد مستقل يفتح لها الباب لفتح مساعدات وإقامة مشروعات في دول الحوض علي الأقل لمعادلة الدور الإسرائيلي الذي تعاظم في هذه الدول ويكون من مهمتها أيضا تنشيط الروابط الثقافية والحضارية وتقديم البديل المتكامل ( ثقافيا وروحيا وسياسيا واقتصاديا ).
5- الوقوف ضد مخطط تقسيم السودان والعمل علي وحدة أراضيه .
6- حتمية التكامل المصري السوداني والعمل المشترك الجاد لتنمية الموارد المائية والبحث عن سبيل لاستكمال العمل في قناة جونجلي المتوقف منذ عام 1983 والتي من شأنها أن توفر لمصر والسودان 5 مليارات متر مكعب .
7- التنسيق بين مصر والسودان للتأثير علي الدول العربية المانحة والتي لها استثمارات في إثيوبيا ودول الحوض مثل السعودية والامارات وقطر حيث تستطيع هذه الدول أن يكون لها دور مؤثر في مستقبل هذه المنطقة حيث أن هناك مؤتمرات واتفاقات معظمها يتجه نحو الإنتاج الزراعي والحيواني في هذه الدول وهذا كله سيكون خصما من مياه النيل وهو تهديد واضح لمصالح مصر والسودان .
8- إن عودة مصر القوية يعني القدرة علي التفاوض وتحسين وضع المفاوض المصري ومن ثم يجب العودة بقوة للتواجد في البحر الأحمر .ففي هذا البحر توجد قناة السويس وهي مورد هام من الموارد المصرية وعلي البحر الأحمر توجد أكثر من دولة عربية فهو بحر عربي بكل المقاييس ومن الخطر الجسيم ترك أمريكا وإسرائيل تستحوذان عليه وتعبثان بدول حوض النيل ومن ثم يجب العمل علي :
· التواجد العسكري المكثف في حلايب وشلاتين وإقامة قاعدة عسكرية في " بانياس " في البحر الأحمر .
· وقف نزيف الانقسامات في السودان والعمل بكل الوسائل للحيلولة دون فصل الجنوب .
· بقاء اليمن قويا موحدا للحفاظ علي باب المندب ( المنفذ الجنوبي للبحر الأحمر ).
· إنقاذ الصومال من الحروب الأهلية والعمل علي استقراره وإعادته إلي الصف العربي .
· دعم جيبوتي واريتريا ووضع أولويات للتنمية فيهما لإعادة التوازن في مواقع هذه الدول وتنسيق أدوارها .
9- التنبيه علي إسرائيل بشدة لكف يدها عن دول حوض النيل ووقف مشاريعها هناك والتهديد بإلغاء معاهدة كامب ديفيد إذا استمرت في تهديد مصالح مصر .

10- علي المستوي الداخلي يجب :
· مقاومة الهدر ( الإسراف ) وذلك بالاقتصاد في استخدام المياه وترشيد هذا الاستخدام ( سيول – أمطار – خزانات – إزالة ملوحة - معالجة مياه الصرف - تطهير المجاري المائية – تقليل البخر – التخزين في البحيرات – استخدام الطاقة الشمسية والنووية ) حيث أن الفاقد يساوي ثلث حصته من المياه .

 تكوين جهاز قومي من المتخصصين في مجالات المياه الجوفية في مصر يتولي تقييم ما تم إنجازه من دراسات ومشروعات المياه الجوفية علي المستوي القومي ورسم خريطة صحيحة للموارد المائية الجوفية في مصر لإعادة التوازن في حالة فقد مياه من حصتنا .

· التوسع في الري بالمياه الجوفية وتخفيض مساحة زراعة الأرز وزراعة الأصناف المبكرة

· استخدام تقنيات جديدة في الزراعة والري مثل ( الري بالرش والري بالتنقيط ).

· مقاومة تلوث نهر النيل .

وأخيرا :

إن حل مشاكل حوض النيل يتطلب النظرة إلي الحوض كوحدة مائية واقتصادية وبيئية واحدة , واعتراف كل دولة بحقوق الدول الاخري وهذا بدوره يتطلب التعاون الكامل بين دول حوض النيل والتركيز علي تبادل المنافع , فحصاد مياه إضافية لزيادة إيراد النيل يتطلب تعاون كل دول الحوض كما أنه يتطلب تعاون أثيوبيا حيث أن معظم إيراد النيل يأتي منها , وكذلك حكومة جنوب السودان ( حيث يضيع عشرين مليار متر مكعب من المياه سنويا في مستنقعات الجنوب ) ويتطلب أيضا ترشيد الاستهلاك في مصر والسودان , كما أن الطاقة الكهربائية في إثيوبيا التي يمكن توليدها من النيل وحده تكفي كل دول الحوض , إضافة إلي أن إمكانيات السودان الزراعية وإمكانيات مصر الصناعية والثروة السمكية في البحيرات الاستوائية ( خاصة بحيرة فيكتوريا ) ضخمة ويمكن توظيفها لخدمة شعوب هذه الدول ولكن هذا لن يحدث بدون التعاون بين دول الحوض والذي هو في نهاية المطاف الوسيلة الوحيدة لحل مشكلة دول الحوض .

السبت، 19 يونيو 2010

النيـل والمستقبـل ( 4 – 5 ) إسرائيـل والنيـل م : فتحي شهاب الدين

• ارتبطت فكرة أرض الميعاد دائمًا بنهر النيل ونهر الفرات لتحقيق الحلم التوراتي المرفوع على الكنيست الإسرائيلي " من النيل إلى الفرات ملكك ... أي من الماء إلى الماء " .

• آثار فكرة نقل المياه إلى إسرائيل ينودور هرتزل عام 1903م في خطابه إلى الحكومة البريطانية ( الملكة فيكتوريا ) وإلى الحكومة المصرية ( الخديوي عباس ) ( واللورد كرمو ) بمد فرع من النيل إلى سيناء لتوطين عدد من اليهود والمهاجرين .

• بعد صدور وعد بلفور عام 1917م تقدم ( حاييم دايزمان ) رئيس المؤتمر الصهيوني إلى ( لويد جورج ) رئيس وزراء بريطانيا طالبًا تحسين حدود إسرائيل لتضم حوض الليطاني وجبل الشيخ أي تضم أنهار الأردن وبابياس واليرموك .

• أعلن ( ديفيد بن جوريون ) عام 1955م أن اليهود يخوضون مع العرب معركة المياه وعلى نتيجة هذه المعركة يتوقف مصير إسرائيل , وإذا لم ننجح فلن نبقى في فلسطين .

• سعت إسرائيل ومنذ إنشائها للحصول على المياه وكان الصراع على أن عاملاً أساسيًا في كل الحروب التي خاضتها مع العرب .

- حرب 56 جاءت بعد فشل المبعوث الأمريكي " جونستون " في تقسيم مياه المنطقة .

- حرب 67 جاءت بعد قيام إسرائيل بتحويل مجرى نهر الأردن وبعد البدء في المشروع العربي لاستثمار نهر الأردن كما أقره مؤتمر القمة العربي عام 1964م .

- عام 82 غزو لبنان جاء للسيطرة على نهر الليطاني وسُميت "بعملية الليطاني" وفرت حرب 67 لإسرائيل 500 مليون م3 من نهر الأردن , وحرب 82 وفرت لها 800 مليون م3 من الليطاني (1.3 مليار م3).

- جملة إيرادات إسرائيل من المياه بعد السرقة والنهب 5.700 مليار م3 , في حالة اعتبار عدد سكانها 5 مليون نسمه ( عام 92 ) نصيب الفرد فيها 1140 سوف يتناقص بشدة في الفترة القادمة نظرًا للمشروعات التي تقدم بها .

• بحثت إسرائيل في الماضي ولا تزال عن مصادر إضافية في تركيا وروسيا , لكن الدراسات أثبتت أن التكلفة عالية جدًا وقد استقر رأي إسرائيل على أن الحل الأمثل هو مثلث الأضلاع ( الجولان ـ الليطاني ـ النيل ) , وهكذا قررت إسرائيل أن تدخل على النيل ليس من مصبه فقط ولكن أيضًا من منبعه .

اليشع كيلي ( ترعة السلام )

• تبلورت الفكرة في السبعينيات بالعرض الذي قدمه خبير المياه الصهيوني " اليشع كيلي " وهو خبير مياه خريج بمعهد التحنيون ومدير التخطيط لاقتصاديات المياه بشركة المياه الإسرائيلية ومنها إلى النقب في مشروعه المسنى " مياه الشرب " الذي قدمه عام 1974م .

• عندما قام الرئيس السادات بزيارة إسرائيل عام 1977م تم عرض المشروعات عليه وتمت الموافقة وكان أحد البنود السرية في " كامب ديفيد " .

• قام " كيلي " بتطوير المشروع عام 1986م تحت عنوان " خطة مياه الشرق الأوسط ضمن أعمال " آرماند هامر" للتعاون الاقتصادي وتحت رعاية جامعة تل أبيب .

• كان مشروع " كيلي " هو أساس ورقة المفاوضات التي قدمت في مؤتمر السلام الذي عُقد بمدريد في أكتوبر عام 1991م .

• في عام 1991م ظهر كتاب " كيلي " المياه والسلام ـ وجهة نظر إسرائيلية وعرض فيه المشروع كاملاً .

• لقد ذكر المسئولون المصريون أن ترعة السلام سوف تخترق قلب سيناء لتعمير الصحراء ولكن وجدناها فجأة تتجه شمالاً بجوار الساحل تمامًا كما جاءت في مشروع " كيلي " .

• عام 1994م ظهر كتاب " شيمون بيريز " رئيس وزراء إسرائيل " الشرق الأوسط الجديد " وبه فصل خاص بالمياه يدعو فيه لإقامة نظام إقليمي للمياه في المنطقة , ويطالب بنقل المياه من المناطق ذات الوفرة إلى المناطق الشحيحة عن طريق الحاويات أو القنوات المفتوحة أو الأنابيب .

• جاء ما اقترحه " كيلي " ليس مجرد مشروع لكنه يعرض الجزء المكمل لخطة المياه الإسرائيلية لأن شبكة المياه تم تنفيذها بالفعل عام 1980م والمواسير الرئيسية للشبكة مقاس 108 بوصة وهي تسحب من طبرية والليطاني وفي دير ياسين توجد نهاية خط الأنابيب الرئيسي مقاس 108 بوصة توجد الطلمبات جاهزة والمعدة لاستقبال مياه النيل من امتداد ترعة السلام : ـ ( الطلمبات جاهزة + الأنابيب لكن المياه لم تصل وهذه هي القضية ) .

• الرئيس السادات عرض على " بيجين " توصيل مياه النيل لإسرائيل في سبيل حل قضية القدس ولكنه رفض لأنه يستطيع الحصول عليها بطريقته الخاصة .

• بعد مقتل الرئيس السادات عام 81 وتعثر المسار المفاوضات الفلسطينية ثم انتفاضة 87 , 2000 لم يعد الرأي العام يسمح بنقل قطرة مياه لإسرائيل وبدأت إسرائيل محاولات الضغط على مصر .

تقرير المخابرات الفرنسية 1996م

• أذاع راديو أفريقيا رقم (1) الرئيس الموجه إلى أفريقيا جانبًا من تقرير المخابرات الفرنسية الصادر في نوفمبر 1996م , والذي كشف فيه دور إسرائيل في أفريقيا , والمعروف أن فرنسا كانت تحتل موقع الوصاية على نحو 50% من الدول الأفريقية تحت مسمى " الفرانكفونية " وقد أشار التقرير إلى أشياء كثيرة منها دور إسرائيل في إشعال الحرب بين الهوتو ـ التوتسي في روندا وبورندي وتلويث مياه النيل بإلقاء جثث القتلى في نهر " كاجيرا " الذي يفصل بين البلدين ودفن النفايات بالقرب من منابع النيل .

التحرك الأمريكي ـ الإسرائيلي في دول حوض النيل

• قامت أمريكا بالتحرك عالميًا لتغيير القواعد القانونية الدولية المعمول بها في إطار توزيع مياه الأنهار ، فأدخلت مفاهيم جديدة مثل ( خصخصة المياه / تسعير المياه / إنشاء بنك وبورصة للمياه ) .

• سعي البنك الدولي لخصخصة المياه في منطقة حوض النيل كي يدفع دول الحوض إلى الاستعانة بشركات كبرى وأنه لا سبيل إلى ذلك إلا بإلغاء الاتفاقيات السابقة ومنها الثنائية بين دول الحوض , وبالتالي ستلتزم مصر بالمعاهدة الجديدة وشراء المياه التي تزيد عن حصتها .

• قام " كلينتون " بزيارة أفريقيا في التسعينات وأعلن مبادرة الشراكة مع أفريقيا ومن ثم نشطت المنظمات الدولية وخاصة هيئة المعونة الأمريكية ومكتب الاستصلاح الأمريكي بالتحرك في أفريقيا .

• أنشأت إسرائيل مركز التعاون الدولي في وزارة الخارجية ( الموشاف ) ويُعتبر أهم وسيلة للاتصال بدول حوض النيل وخاصة في المجال الزراعي والمائي من خلال التعاون مع هيئة المعونة الأمريكية ومكتب الاستصلاح الأمريكي .

آليات التحرك الأمريكي ـ الإسرائيلي في دول المنابع

• إعطاء دول المنابع أولوية قصوى لمواجهة الحركات الإسلامية في أفريقيا واحتواء السودان .

• رعاية مجموعة من القادة الجدد من زعماء حوض النيل منذ التسعينات عن طريق الانقلابات العسكرية أو غيرها وتزويدهم بالسلاح وتدريب الجيوش والحرس الخاص .

• تحريض دول حوض النيل وإشعارهم بالظلم نتيجة الاستخدام المصري المسرف للمياه وعدم مشروعية الاتفاقيات السابقة التي تمت في عهود الاحتلال .

• سيطرة الشركات الأمريكية والغربية على مجمل مشاريع الري في هذه البلاد .

• قامت إسرائيل بتنفيذ عدد من السدود في أثيوبيا بواسطة مكتب الاستصلاح الأمريكي وبمعونة إسرائيلية وهي مشاريع سد ( منشا ) ( حور الفاش ) ( سينت ) ( الليبرو ) وفي حال اكتمال هذه المشروعات سوف تؤثر على حصة مصر بمقدار 7 مليارات م3 .

• أقامت عدد من الشركات الإسرائيلية مشاريع متعددة بالقرب من بحيرة " تانا " وعلى المرتفعات الأثيوبية التي ينبع منها النيل الأزرق وكان الحضور الإسرائيلي في بحيرة " تانا " هو المقدمة لبناء يد " تانابليز " بتمويل إيطالي والذي تم افتتاحه في 14/5 أثناء اجتماع " عنتيبي " حيث تم التوقيع على الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل ليضاف إلى زميله سد " بكيزي " الذي أنشأ العام الماضي ويُعتبر أعلى سد في أفريقيا ( ارتفاع 188 م ) والذي مولته الصين ويحجز حوالي ( 8 مليار م3 ) .

• في سبتمبر 2009م زار وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف افيجدور ليبرمان 5 دول أفريقية بينها 3 دول من حوض النيل واستغرقت الزيارة 10 أيام وقَّع خلالها اتفاقية شراكة لإدارة المياه في " نيروبي " عاصمة كينيا والمعروف أن كينيا هي مركز الكنائس العالمي في أفريقيا الذي أنشأته المخابرات المركزية C . I . A ويوجد تعاون وثيق بين الكنيسة الإثيوبية وبينه .

• في أكتوبر 2009م كشفت وزارة الخارجية المصرية أن إسرائيل وافقت على تمويل إنشاء 5 سدود لتخزين مياه النيل في تنزانيا وروندا , وكان نصيب تنزانيا من هذه السدود 4 سدود , أما روندا فسد واحد , وأشارت إلا أن كلاً من الدولتين ستنشآن هذه السدود دون إخطار مصر وأخذ موافقتها المسبقة .

• عقب توقيع اتفاقية مايو 2010م بعث " نتنياهو " رئيس وزراء إسرائيل برسالة تهنئة بمناسبة التوقيع .

• تلعب أمريكا وإسرائيل دورًا هامًا ورئيسيًا في فصل جنوب السودان عن شماله ( عام 2011م ) وفي هذه الحالة ستصبح جنوب السودان دولة مسيحية خالصة لتكون المثلث المسيحي ( أثيوبيا ـ كينيا ـ جنوب السودان ) ولتشكل الدولة الحادية عشر من دول حوض النيل .



التحرك الأمريكي الإسرائيلي في البحر الأحمر

البحر الأحمر يتمتع بأهمية خاصة حيث هو قناة الوصل بين البحار المفتوحة في المحيط الاطلنطي والمحيط الهندي عبر البحر المتوسط وقناة السويس .

وباب المندب و هو أحد الممرات الرئيسية للملاحة والتجارة الدولية كما أنه يمثل شريان الحياة الذي ينقل النفط الخام من دول الخليج لأوربا .

ويعود الاهتمام الاسرائيلي بالبحر الاحمر الي ما قبل قيام الدولة الصهيونية عام 1948 م حيث طالبت الحركة الصهيونية بضرورة السيطرة علي منافذ البحر الأحمر من اجل تأمين وحماية إسرائيل وكان احتلال اسرائيل بعد ذلك لقرية أم الرشراش المصرية التي حولتها فيما بعد الي ميناء إيلات علي خليج العقبة عام 1949 م .

اسرائيل ومحاولة الهيمنة علي البحر الاحمر

استطاعت إسرائيل استثمار علاقتها مع إثيوبيا والحصول على جزيرة ( دهلك ) في البحر الأحمر عام 1975م لتقيم عليها أول قاعدة عسكرية وتلا ذلك استثمار جزيرتي ( سنشيان ) و ( دميرا ) والأخيرة هي أقرب الجزر الإريترية ـ التي توجد بها القوات الإسرائيلية ـ إلى باب المندب , وأكَّدت مصادر دبلوماسية غربية في أسمرا وأديس أبابا وجود طائرات إسرائيلية مجهزة بمعدات تجسس متطورة في ( دهلك ) .

حاولت اسرائيل استغلال الحرب في الصومال لايجاد موطأ قدم لها في منطقة أرض الصومال كما استغلت في السابق علاقتها بارتريا في الاستيلاء علي جزر " حنيش "

استطاعت إسرائيل الاستيلاء علي السفينة التجارية ( كارين ايه ) التابعة للسلطة الفلسطينية عام 2002 علي بعد 500 ك من شاطيء ايلات في عمق البحر الاحمر بحجة انها تحمل متفجرات واقتادتها الي ميناء ايلات في عملية استعراض للعضلات وقرصنة سافرة

صاغت امريكا واسرائيل رؤية مشتركة في البحر الاحمر ثثمثل فيما يلي :

- الاحتفاظ بقوة بحرية وجوية وبرية ضاربة للتحرك السريع في اي صراع ينشأ بين بلدان هذه المنطقة وتتاثر به مصالحها .

- اجهاض اي تعاون عربي للدول المطلة علي البحر الاحمر لجعله بحيرة عربية خاضعة للسيطرة الكاملة كما كان الحال ما بين عام 1976 - 1973 م

- تأسيس منظومة تحالف استراتيجية مع الدول الغير عربية والمتشاطئة للبحر .

- تأمين المضايق " باب المندب جنوبا " و " تيران شمالا " من خلال الوجود المكثَّف سياسيًا وعسكريًا .