الاثنين، 10 نوفمبر 2008

حتي أنت يا برادعي .... بقلم م. فتحي شهاب الدين




البرادعي هو محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية .
والخبر نشرته جريدة الدستور في 6/11/ 2008 علي لسان " جريجوري شولتي " المندوب الدائم للولايات المتحدة في الوكالة الدولية ومكتب الأمم المتحدة في فيينا ومفاده :
" أن البرادعي أكد للوكالة في ابريل 2008 بأن سوريا أقامت منشأة سرية في الصحراء قرب مدينة " الكيبار " وأنه يعتقد - أي البرادعي - أن هذه المنشاة مفاعل نووي يتم بناؤه سرا , ويمثل خرقا من جانب سوريا لاتفاقها مع الوكالة وأن هذا المفاعل يتم بمساعدة كوريا الشمالية وبصفات مشابهة لمفاعلها في " يونجيبون " الذي يتم إبطال مفعوله الآن ولكن تم استخدامه لإنتاج مادة " البلوتونيوم" المستخدمة في الأسلحة النووية لكوريا الشمالية". انتهي
والغريب أن البرادعي الذي أفشي السر النووي السوري ( بفرض أنه حقيقة ) إسمه محمد وهو بالمناسبة عربي ومسلم وينتمي لجمهورية مصر العربية . والبرادعي ذاته كان يعمل بالوكالة عندما وقعت مصر علي اتفاقية حظر الانتشار النووي في فبراير 1981 مجانا !!! أي بدون مقابل فلم تكن ساعتها قد بنت مفاعلا أو صنعت قنبلة , في حين لم توقع إسرائيل التي كان بحوزتها أكثر من 150 قنبلة نووية في ذلك الوقت فقد رفضت التوقيع علي تلك الاتفاقية حتي لا تغل يدها في استخدام ترسانتها النووية متي أرادت ضد خصومها العرب .
 وفي عام 1991 عندما فاجأت إسرائيل العالم بالإعلان عن ترسانتها النووية التي بلغت 300 ( ثلاثمائة ) قنبلة نووية علي لسان الخبير والصحفي الأمريكي " سيمون هيرش " في كتابه الخطير " الخيار شمشون " ( وشمشون في الكتاب هو " إسرائيل " التي ستهدم المعبد علي رأسها ورأس أعدائها ) , والذي أيد فيه أقواله بالوثائق والمستندات , فلم نسمع للسيد البرادعي صوتا لا في الداخل ولا في الخارج للتحذير من قنابل إسرائيل وخطورتها علي أمن المنطقة ولم يسارع بإبلاغ الوكالة للتفتيش عليها ووضعها تحت المراقبة كما فعل مع سوريا التي لم تبدأ أصلا في الطريق النووي .
 والبرادعي هو نفسه محمد البرادعي الذي أقام الدنيا وأقعدها عام 2003 وزرع العراق مجيئا وذهابا بحثا عن الأسلحة النووية وهو يعرف تمام المعرفة أن العراق خالية تماما من الأسلحة النووية ولكن كان يمارس دوره المرسوم , ولم يكن البرادعي في نزاهة " هانز بليكس " السويدي ورئيس لجنة الأمم المتحدة للتفتيش علي العراق الذي قال كلمة حق وبرأ العراق من وجود الأسلحة النووية ثم استقال بعد ذلك .
ولكن البرادعي أكمل الدور المشبوه الذي قام به " رولف اكيوس " و " ريتشارد باتلر" الذي كان مفتشا وجاسوسا في نفس الوقت وترأس فريق التفتيش الذي مهد لضرب العراق واحتلاله بعد ذلك .
 لم نسمع للبرادعي كلمة واحدة تحذر من مفاعل " ديمونة " في صحراء النقب و المجاور لسيناء والذي تهالك وتسرب إشعاعه النووي ليلوث مياه سيناء ويهدد سكانها , وإنما نراه يحذر إيران ويدعوها للتخلص من مشروعها النووي ويردد كلمات سادته في البيت الأبيض .
 يا سيد برادعي نحن لا نريد منك كمصري وفي هذا المنصب الرفيع شيئا و لكن نريد منك أن " تصمت " وتتركنا فيما نحن فيه فيكفينا ما نحن بصدده من كوارث ولسنا نطمع منك في شيء غير ذلك فتاريخك مع الوكالة يشير انك مع الوكالة حيث دارت وإن حطموا دارك وان قضوا علي أوطانك طالما انك مستقر في منصبك الرفيع .
 لقد كان " يوليوس قيصر " محقا عندما صرخ صائحا " حتي أنت يا بروتس " فقد تلقي طعنة من صديقه الحميم الذي لم يكن يظن أبدا أن تأتي منه , كما لم نكن نحن نتوقع أن تأتي الطعنة من البرادعي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق